الري والمقننات المائية
لمحاصيل الخضر
مقدمـة:
تعتمد محاصيل الخضر في السودان على الري الدائم من مصادر المياه المختلفة، الأنهار والخيران والمياه الجوفية وقليلاً ما تعتمد على مياه الأمطار. الكميات اللازمة من المياه للحصـول على إنتاج وفير لمختلف المحاصيل تتفاوت بدرجة كبيرة من 300 إلى 2000لتر ماء لكل كيلو جرام من المحصول حسب نوع المحصـول والظروف المناخية وطرق الزراعـة ونوع التربة وكفاءة العمليـات الزراعيـة ويبلـغ التفاوت أشده بين زراعة الخضـروات في البيوت البلاسـتيكية والزراعات المكشـوفة حيث تستخدم 50 لتر ماء أو اقل من ذلك لإنتاج كيلو جرام من الطماطم في البيـوت البلاسـتيكية مقابل 500 لتر ماء لإنتاج كيلو جرام في الحقول المكشوفة. لقد شاع استعمال أنظمة الري المختلفة في إنتاج المحاصيل الزراعية خاصة الأنظمة الحديثة مثل الري بالتنقيط.
الري بالرش: Sprinkler system
الري بالرش إحدى النظم المتبعة في ري المحاصيل وتتم العملية الميكانيكية لرش النباتات بواسـطة رشاشات تتحرك بضـغط الماء. ويتميز الري بالرش عن الري السطحي بأنه لا يحتاج إلى تسـطيح التربة ويتيـح تهوية جيدة في التربة ويحافظ على خصوبة التربة. الري بالرش يتميز بأنه اقتصادي إلى حدٍ كبير مقارنة بالري السـطحي كما أنه لا يحتاج إلى تكلفة عماله لصيانة قنوات الري. ويقدر الاقتصاد في مياه الري ب 16 – 60%. وفى المناطق التي تكثر فيها الرياح والأتربة العالقة يساعد الري بالرش على غسل أوراق النباتات مما يزيد من كفاءة عملية التمثيل الضوئي. الري بالرش يتيح عملية الري بالكميات المطلوبة لمراحل النباتات المختلفة كما يمكن إضافة الأسمدة للنباتات مع مياه الري.
من مساوئ الري بالرش التكلفة العالية للآليات والصيانة والتشغيل كما يتأثر الري بالرش بالطقس الحار والرياح الجافة التي تسبب فقداً كبيراً في مياه الري عن طريق التبخر كما تؤدى الرطوبة العالية إلى الإصابة بالأمراض الفطرية. وتوجد أنواع مختلفة من نظم الري بالرش من الأنواع البسيطة إلى الأنواع الأتوماتيكية المتحركة.
الري السطحي: Surface irrigation
يمكن أن يتم الري السطحي في الأراضي المنبسطة في أحواض مسطحة أو بواسطة سرابات أو مساطب. الري بواسطة السرابات والمساطب يناسب الأراضي الطينية الثقيلة والمحاصـيل التي تحتاج إلى مسـافات أكبر بين النباتات مثل الطماطم والشـمام والبطيخ والبطاطس والفلفلية والباذنجان. يجب أن تسـطح الأرض جيداً لكي يسهل جريان المياه في السـرابات وتسـرب الماء داخل التربة لمنطقة الجذور. طول السرابات وحجمها وانحـدارها يجب أن يكون بحيث يتيـح توزيـع الميـاه بصـورة منتظمة بدون جرف للتربـة. في الأراضي المنحـدرة يجب أن تكون السـرابات قصيرة ويمكن عمـل حواجز حتى يأخذ كل جزء من الأرض كفايته من الماء. يمكن تغذية السرابات بالمياه من القنوات بنظام السايفون (Siphon system) حتى لا يحدث تخريب للقنوات.
الري بالتنقيط: Drip irrigation
هذا النظام يتيح إضافة مياه الري للنباتات بصورة بطيئة بواسطة نقاطات (Drippers) أو فتحات صغيره على أنابيب المياه. يتمـيز هذا النظام بالاقتصاد في المياه وخفض تكلفة العمالة بالإضافة إلى التحرك وسط النباتات بسهولة أثناء عملية الري. الأراضي الخفيفة التي لا يمكن معها استعمال الري السطحي يناسبها نظام الري بالتنقيط. من مساوئ نظام الري بالتنقيط في المناطق الجافة وشبه الجافة تقفيل الفتحات بواسطة ذرات التربة بمفعول الرياح الرملية. هذا النظام مناسب لمحاصيل الخضر مثل الشمام والطماطم التي تزرع بمسافات كبيرة بين النباتات. ولقد أصبح في الإمكان إضافة الأسمدة عن طريق مياه الري فيما يعرف بالرسمدة (Fertigation) (سالم، 2003). ولقد اهتمت شركات صناعة الأسمدة بإنتاج أنواع من الأسمدة تلائم هذه الطريقة التي انتشرت في معظم المزارع المروية خصوصاً في الزراعات المحمية داخل البيوت البلاستيكية عن طريق الري بالتنقيط. وللرسمدة فوائد ومزايا جمة منها زيادة كفاءة استخدام كلٍ من الماء والسماد حيث يساعد على وضع العناصر الغذائية بنسب محددة في منطقة الجذور النشيطة وكذلك تساعد هذه الطريقة على اختيار نوعية السماد المناسب حسب احتياجات النباتات مع ملاحظة خفض تكلفة العمالة.
العوامل التي تحدد فترات الري والمقننات المائية لمحاصيل الخضر:
1/ نوع التربة: من أهم العوامل التي تحدد كميات مياه الري التي تضاف للمحصول كميات المياه المتوفرة للنباتات التي تختلف اختلافاً كبيراً في أنواع الترب المختلفة (الجدول 22).
2/ نوع المحصول: تختلف فترات الري وكمية مياه الري مع اختلاف محاصيل الخضر. هنالك محاصيل تحتاج إلى فترات ري متقاربة مثل المحاصيل الورقية بينما هنالك محاصيل تحتاج إلى ري في فترات متباعدة نسبياً مثل البصل.
3/ مرحلة نمو المحصول: تختلف فترات وكميات مياه الري باختلاف مراحل نمو النبات. في مرحلة الإنبات وعملية نقل الشتول يجب أن يكون الري خفيفاً وفى فترات متقاربة لتفادى جفاف الطبقة العليا من التربة وحول الجذور. زيادة كمية مياه الري مع تقدم النباتات ونمو الجذور بعيداً عن سطح الأرض وأن تكون فترات الري حسب تبخر الماء من التربة والنبات (Evapotranspiration, ETC). عندما يصل المحصول مرحلة النضج وتبدأ الأوراق القديمة في الجفاف وعندما يتم حصاد جزء كبير من المحصول تنخفض سرعة النتح من النباتات وفى هذه الحالة تكون فترات الري متباعدة.
4/ إذا كانت هنالك اختلافات في مياه الري فيجب التخطيط السليم لعملية الري خاصة في المراحل الحرجة لنمو النباتات مثل مرحلة الإزهار وتكوين الثمار.
5/ عمق الجذور: كمية مياه الري التي يمكن إضافتها للتربة في حالة كل ريه تتأثر بعمق الجذور ومحتوى التربة من الماء فمثلاً البذور أو الشتول بعد عملية الزراعة تحتاج إلى كمية كافيه من الماء في الطبقة العليا من التربة.
ساحة النقاش